فنون التعامل مع الزوج
السلام عليكم. بداية اود لفت الانتباه
عن ان ما أقوله في الحلقات
المخصصة للنساء لا يعني اني اقف
الى جانب الرجل ضد المرأة. اذ
اني اتحدث من منظور اصلاحي
للطرفين. ولكني اتوجه بالحديث
للنساء دائما انطلاقا من تخصصي
بذلك. سبحان الذي خلق الحياة من
ذكر وانثى. وجعل لكل طرف ميلا
فطريا للطرف الاخر. وجعل لهذا
الميول قانونا يحكمه. فصلها
كتابه وسنة نبيه. اعظم ما في هذا
القانون بناء الاسرة بالزواج.
ولضمان المودة بين الطرفين جعل
لكل طرف حقوقا على الطرف الاخر.
فكيف تتعامل الزوجة مع زوجها.
التعامل مع الزوج فن من الفنون
التي يمكن للمرأة ان تتقنها.
لتعيش بدفئ وامان وراحة مع زوجها
وشريك حياتها. من المهم جدا ان
تتعلم الزوجة وتقرأ في فن
التعامل معه. وان تبحث عن ما يحب
وما يكره من بداية عقد قرانه.
لان عدم المعرفة بالشيء الى
الوقوع في الكثير من المشاكل.
فالرجال ليسوا متشابهين في
شخصياتهم. اذ لكل رجل شخصية
تختلف عن الاخر. وليس بالضرورة
ان يكون زوجك نسخة عن والدك او
اخيك. حتى لا تنصدمي فيما بعد.
لكن هناك صفات يجتمع بها تقريبا
جميع الرجال. وهي محبة تقدير
الزوجة لزوجها. فحينما يكون
الزوج متعب او يعاني من بعض
المشاكل في عمله. فكوني متأكدة
ان نقاشك معه في اي موضوع لن
يأتي نتيجة ترضيها. ولذلك اختاري
الوقت المناسب لمناقشة اي موضوع
او اي شكوى. عندما تزوجت اوصيك
بوصية لا انساها ما حييت. وهي لا
تكوني انت وهموم الدنيا على
زوجك. بل كوني انت وزوجك على
متاعب الدنيا. هذه الجملة اثرت
كثيرا في حياتي. وفي تعاملي مع
زوجي. وصرت اوصي كل متزوجة بهذه
الوصية. لان الزوجة لها اثر كبير
في حياة زوجها. فان داعمة له
ومشجعة نسي اكبر همومه. وان كانت
العكس زاد الهم والحمل عليه
اضعافا مضاعفة. الكثير من
المتزوجين يشتكون الملل حتى يصل
بهم الامر الى ان حياتهم الزوجية
تموت تدريجيا. يمكن للمرأة ان
تضع خططا ومواضيع مشتركة بينها
وبين زوجها. كبرنامج يتابعونه
بشكل يومي. او كتاب تقرأ الزوجة
وتتحدث لزوجها باسلوب بسيط ومشوق
عما قرأ او وضع تسلية خلال
المساء. مثل تحديث ساعة مسائية
مثلا لاما لزيارة الاقارب او
الاصدقاء او السير معا. فرسول
الله صلى الله عليه وسلم. اذا
كان بالليل سار مع امنا عائشة
رضي الله عنها. يتحدث. او
المشاركة في الاحاديث من خلال اه
جلسة لشرب الشاي او القهوة.
ويمكن للزوجة البحث ايضا عن
اساليب وافكار يحبها زوجها. وهذا
يكسر الملل الذي يعاني منه
الازواج وليس بالضرورة كل
الافكار التي ذكرتها تتناسب مع
كل الازواج. فالمرأة هي القادرة
على تقييم ما يلفت نظر الزوج وما
يشد نحوها. مع العلم ان هناك
نساء يشتكين ويعانين من طولة مدة
عمل زوجها حتى تكاد لا تراه لا
هي ولا اولادها. وهنا يقع على
عاتق الرجل. التخفيف من ساعات
العمل ما امكن. فزوجتك لها حق
عليك. اه وكذلك ايضا ابناءه. لا
يخلو بيت من المشاكل. فهي ملح
كما يقال. لكن الذكاء يكون في
حلها لضمان استقرار العائلة اكبر
قدر ممكن. ولابد من ان تكون
العلاقة قائمة على اساس ودي
متراحم وعدم تمسك كل طرف بوجهة
نظره لاثبات صحتها للطرف الاخر.
لان الحياة بين الزوجين ليست
قائمة على افحام الطرف الاخر. او
كما نسمع بقصف الجبهة. على العكس
تماما. فان الحياة هنا مبنية على
الود والرحمة. فكيف يكون حل
المشكلة? يكون من خلال تركها
تتراكم. حتى يكاد طرف ينفجر في
وجه الطرف الاخر. فكلما تراكمت
الخلافات كبرت الفجوة بين
الزوجين. ولذلك المصارحة مهمة
جدا في حل الخلافات الواقعة ومهم
ايضا معرفة سبب التصرف الذي اساء
للطرف الاخر. لان معرفة سبب
المشكلة ونصف الحل. للزوجة دور
مهم اذا احتوت زوجها بذكاء.
فبذلك تختصر الكثير من الخلافات
بل وستتحول الى واحد في حياته.
لانها الشخص الوحيد الذي يحاول
احتواءه وارضاؤه وراحته. فلو غضب
الزوج يوما ما لا تغضبي معه. بل
التزمي الصمت دون ان يخلق مشكلة
صمتك ايضا. ثم بعد ان يهدأ اجلسي
معه ولوميه وعاتبيه بهدوء. ودعي
مشاكلكم بينك وبينه. فحلها يكون
سهل بكلمة طيبة منك او منه. لكن
لو خرجت ذي خارج المنزل او
الغرفة. فانها ستتحول الى تكسير
روس مع الاسف. تتفرغ شياطين
الانس والجن لتضخيم هذا الصيد.
انه مشكلة بين الزوجين. كما ذكرت
سابقا. فان العلاقة بين الزوجين
مبنية على الود والرحمة.
فالتواصل بالود يخلق جوا هادئا
بعيدا عن المشاحنات والصراخ.
والافضل عدم اللجوء لصديقات قد
يكن سببا في تفاقم المشكلة
بتحريضهن لك ضد زوجك. فالحمد لله
القائل.
الي
ذلك لآيات لقوم يتفكرون. سبحان
الله. هذه الاية تتضمن اللبنة
الاساسية التي يجب ان تقوم عليها
الحياة الزوجية والتحقق بما
فيها. اذ انها تحقق واحدة من اهم
غايات الزواج. سكن الزوج لزوجته.
والزوجة الى زوجها. لذلك لا بد
من استدراك المشاكل قبل ان تتحول
الى نمط حياة في الاسرة. والا لن
تكون الزوجة سكنا. بل جهنما. ولن
يكون الزوج سكنا بل عدوا. والاصل
في الحياة الزوجية والرحمة
والمودة والسكن. ولا يعني ذلك ان
تخلو البيوت من المشاكل. فهذا
يعاكس طبيعة الحياة. لكن هناك
فرق بين ان تكون المشكلة عارضة
وبين ان تتحول الى اصل الحياة
واساسها. فلو ان كل زوجة والزوج
تعاملا مع الاخر على اساس الاية
الكريمة. وجعلوها منطق للحياة
الزوجية لكانت الخلافات محدودة
جدا. لان الطرفين عند وقوع اه
خلاف بينهما يعرف حق انهما قد
خرجا عن الاصل الذي تبنى عليه
الحياة الزوجية. فتح الخلافات
ويعود كل منهما الى الاساس
المودة والرحمة. من منا لا يحب
الاحترام والاهتمام. فهذه
فطرتنا. نحن البشر نكره الاهمال
او الاستخفاف او عدم مراعاة
الظروف والمشاعر. فكيف بالزوج?
الذي هو اقرب شخص للمرأة.
فعنايتك به وببيته وبنظافته
وثيابه وطعامه. يخلق جوا من الحب
بين لا تستمعي لمن يقول لك انت
لست مجبرة على شيء اتجاه الرجل.
فالرجل كما هو مجبر على ان يقدم
لك الطعام والكسوة والنفقة لك
لكي لا تكوني بحاجة لاي احد كان.
فانت ايضا مجبرة على العناية بما
وكلت به من زوج وبيت واولاد.
كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله
عنها تطيب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتطيب ثيابه. ويمكن
لنبي الله محمد صلى الله عليه
وسلم فعل لكنها كانت تريد ان
تصنع له كل هذا بذاتها. وكانت
تلبس افضل الثياب وتتطيب في
منزلها ايضا. فمن غير المعقول ان
ياتي زوجك للبيت ويرى ما لا يسره
من وساخة بيت او عدم وجود طعام
او وجود رائحة غير محببة له.
فهذا سبب ليتغير الحال منذ دخوله
فيتمنى لو انه بقي في الخارج.
ليس عيبا ولا حراما ان تكوني
عونا لاشباع عاطفة زوجك
واحتياجاته دائما. الكلام الطيب.
وان تغاري عليه وتعاشريه
بالمعروف. وان تعرفي ما هي حقوقك
وما هي واجباتك اتجاه زوجك
وبيتك. فالزوج هو اولى الناس
بالملاطفة والتلطف فيه وحسن
معاشرته. فتكوني بذلك مصدر سعادة
واشتياق لا مصدر تعاسة وفراق.
واختم ان حياتنا تكون جميلة ان
كانت قائمة على ارضاء الله
تعالى. وان تنصح المرأة زوجها لو
رأته مقصرا بحق الله تعالى.
وتحثه على الطاعات ولو رأت من
ذنبا تنكره. فان عليها ان تعظ
باسلوب طيب. ولعل كلمة منك تقلب
حياة كلها للخير. وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على
الاثم والعدوان. لتصلوا معا
متصاحبين لجنة عرضها السماوات
والارض. فهناك حياة لا تشبه
الحياة التي نعيشها الان. فلا
فقر فيها ولا جوع ولا الم ولا
حرمان. ولا حزن ولا فراق ولا
طلاق. ادام الله بيوتنا بيوت
المسلمين معمورة بالحب والايمان.
اذا وجدتم الحلقة مفيدة فاذكركم
بمشاركتها والمبادرة باعجاب
والتعليق برأيكم بالموافقة او
التصويب. فهذا يدفعني ويشجعني
وكل من يساهم بهذه الحلقة لتقديم
المزيد والافضل. دمتم في رعاية
الله.