الصحة العامة

القلق والتوتر العصبي

مقدمة:

التوتر ، أو الإجهاد النفسي (Stress) أو التوتر النفسي أو التوتر العصبي، مصطلح يطلق على حالة الضغط النفسي (عكس الراحة النفسية) التي تكون ردة فعل لخطر أو تهديد يواجه الانسان .
قد يكون التوتر بحدوده المعقولة دافعا ايجابيا للعمل ضد التهديد الذي يشغل بال الإنسان، ويسمى توترا ايجابيا، كسعي الانسان للعمل أكثر لمواجهة دفعات مالية مستحقة عليi بتاريخ معين ،او تحفز الطالب للدراسة من أجل امتحان صعب،  أو التصرف بطريقة و ايجاد حلول للهرب من خطر قادم.

بالمقابل ، إن زاد  التوتر عن حدود معينة يدخل الانسان في حالة نفسية سلبية، إذ يستسلم للخطر القادم، و يتشوش ذهنه ،و يتشتت فعله ..بل قد تسوء الحالة باتجاه اضطرابات نفسية مختلفة.

القلق هو أحد الاضطرابات التي تنشأ عن تطور التوتر، لكن لقرب المصطلحين يمكن دمجهما لتبسيط الفهم في سياق كلامنا عنهما.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان ، من حين إلى آخر، بالقلق و كثرة التفكير بالأمور الحياتية العارضة ، إلا أن هذا الشعور لو صار مزمنا أو متكررا بفترات زمنية متقاربة فإنه سيعيق سير الحياة اليومي، و هنا نقول أن الانسان بات يعاني من اضطراب القلق (Anxiety Disorder).

هذا الاضطراب يسبب فرطا في ردة الفعل تجاه التهديد أو الخطر القائم.  إنه شعورا بالخوف, مع انشغال البال و التفكير بصورة مفرطة(تترافق بأعراض نفسية و جسمية) تجاه الأمر الخطير المهدد للانسان.

أعراض القلق والتوتر

تشمَل العلامات والأعراض الشائعة للقلق ما يلي:

  • الشعور بالعصبيَّة أو التوتُّر
  • الشعور بالخطر الوَشيك أو الذُّعر أو التَّشاؤم
  • الإصابة بزيادة مُعدَّل ضربات القلب
  • زيادة مُعدَّل التنفُّس (فرط التهوية)
  • التعرُّق
  • الارتِجاف
  • الشعور بالضَّعف أو التَّعب
  • التركيز على الصُّعوبات أو التفكير في أيِّ أمرٍ بِخلاف القلق الحالي.
  • الإصابة بصعوبة في النوم
  • التعرُّض لمشكلات مَعِدية مَعوية (GI)
  • مُواجهة صعوبة في السَّيطرة على القلق
  • وجود الحافِز للتخلُّص من الأشياء التي تتسبَّب في القلق

أسباب القلق والتوتّر

تعد اضطرابات القلق إحدى الحالات الأكثر انتشاراً بين الناس، أما السبب الرئيسيّ وراءها فليس واضحاً كما الحال في معظم الاضطرابات النفسيّة التي تحدث للإنسان، كما ويعتقد الباحثون أنّ هناك موادّ كيميائيّةً طبيعيّةً موجودة في الدماغ تُسمّى “الناقلات العصبيّة” لها الدور الرئيسيّ في حصول اضطرابات القلق ، ويمكن افتراض أن اضطراب القلق والتوتّر سببه عملياتٌ بيولوجيّةٌ تحصل في الجسم، وعوامل وراثيةٌ، وعوامل بيئيّةٌ محيطةٌ بالشخص، ونمط الحياة التي يعيشها؛

وتوجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن نسبة الإصابة بالقلق والتوتر هي أعلى عند النساء بالمقارنة مع نسبة الرجال الذين يعانون من الاضطراب نفسه؛ وتوجد بعض العوامل التي قد تكون سبباً في الإصابة باضطراب القلق والتوتر وهي:

الطفولة القاسية التي عاشها شخص ما، ومجموعة الصعوبات التي واجهها في طفولته، فالذين يتعرضون لأحداثٍ صادمةٍ هم الأكثر إصابة باضطرابات القلق والتوتّر.

المرض يسبب الإصابة بالقلق والتوتّر، خاصة الذين يصابون بأمراضٍ خطيرةٍ ومزمنةٍ، هؤلاء يصابون بنوبةٍ من القلق والتوتر والتخوّف من المستقبل وما يحمله، كما أنّ العلاجات والوضع الاقتصادي قد يشكل ضغطا نفسياً كبيرا على المرضى.

الضغوطات من الأمور التي تكون متوترة ومقلقة في الحياة، مثل التعرّض لإصابة والتوقّف عن العمل، وتدني الدخل، وهذا يولّد اضطرابات القلق والتوتر.

الشخصيّة لها دور في اضطرابات القلق والتوتر، فقدرة الأشخاص على تحمّل الضغوطات تختلف من شخصٍ لآخر، فبعض الأشخاصٌ معرّضون للإصابة باضطرابات القلق والتوتر أكثر من غيرهم.

العوامل الوراثيّة أن تؤثر في خلق اضطرابات التوتر والقلق، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن اضطرابات القلق والتوتريمكن أن تنتقل وراثياً إلى الأجيال القادمة.

مضاعفات القلق والتوتر

إنّ علاج اضطرابات القلق والتوتّر إن لم يكن سريعاً وفعّالاً فسيؤدي إلى حدوث مضاعفاتٍ أكثر من مجرّد الشعور بالقلق، وقد تحدث أمراضٌ خطيرةٌ للشخص، أو يتصرّف بتصرفاتٍ خاطئةٍ قد تكلّفه حياته، كاللجوء لاستعمال مواد مسببةٍ للإدمان مثلاً، والشعور بالاكتئاب، أو أن يعاني من اضطراباتٍ هضميّةٍ ومعويّةٍ، ومن الصداع وغيرها.

علاج القلق والتوتر

يطبق العلاج عن طريق الأدوية أو عن طريق العلاج النفسيّ إما باستعمال طريقة علاجية واحدة، أو استخدامها معاً، وذلك جسب حالة الفرد وشخصيّته، فيما يلي لمحة عن طرق العلاج:

العلاج الكيميائيّ الدوائيّ: عن طريق تناول أدويةٍ مضادةٍ للقلق، والمواد المهدّئة التي تخفّف من حدّة الشعور بالقلق، إلا أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى الإدمان إذا ما تمّ تناولها لفترة طويلة؛ هناك أيضاً الأدوية المضادّة للاكتئاب، وهذه الأدوية يتلخّص دورها في التأثير في عمل الناقلات العصبيّة التي لها دورٌ مهمٌ في نشوء اضطرابات القلق والتوتّر، فلا يجب أن يتم أخذ الأدوية إلّا بعد مراجعة طبيب مختصّ ومتابعته.

العلاج النفسيّ: ويكون عن طريق متخصّصين في مجال الصحّة النفسيّة، عن طريق تحديد جلساتٍ نفسيّةٍ تستخدم وسائل العلاج السلوكيّ المعرفي وأساليب العلاجات النفسيّة الأخرى.

العلاج السلوكيّ: يقوم هذا العلاج على أنّ الإنسان يكتسب سلوكياته ويتعلّمها بطريقةٍ شرطيّةٍ تعتمد على العقاب أو الثواب، وبالتالي فالعلاج السلوكيّ يهدف إلى إعادة تعليم المريض الاستجابات السويّة مع المواقف التي يتعرّض لها.

من الضروري استشارة طبيب أو أخصائي نفسي إذا كانت أعراض القلق شديدة، وإذا استمر الشعور بالقلق لعدة أيام ولمدة تزيد عن ستة أشهر، أو أن هذه الأعراض كانت تؤثر سلبًا على ممارسة الفرد لحياته اليومية بغض النظر عن مدتها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock